منتديات وسام الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات وسام الإسلامية


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نصوص نثرية اغتيال ابو جهاد واسلوب اسرائيل فى انتقاء الهدف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجبهاوي الاحمر




عدد الرسائل : 84
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

نصوص نثرية اغتيال ابو جهاد واسلوب اسرائيل فى انتقاء الهدف Empty
مُساهمةموضوع: نصوص نثرية اغتيال ابو جهاد واسلوب اسرائيل فى انتقاء الهدف   نصوص نثرية اغتيال ابو جهاد واسلوب اسرائيل فى انتقاء الهدف Icon_minitimeالأربعاء يوليو 23, 2008 11:48 am

لقد خلفت عملية الاغتيال الحاقدة التي قامت بها قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي وجعاً وطنياً لا يمكن تخطيه، فاستهداف أبي جهاد لم يكن صدفة… ولا من قبيل التخبط، بل كان عملاً مدروساً بدقة وعناية، له أسباب وأهداف واضحة.

ولولا الزخم الشعبي الكبير الذي عاصر الانتفاضة الكبرى (1987-1993) لاستطاعت إسرائيل فعلاً أن تقتل هذا الحدث بقتل أمير الشهداء الذي كان قد تنبأ به قبل بدايته بسنوات، وعندما ولد احتضنه وأحاطه بالرعاية، واضعاً كل الأمل فيه.

الاغتيالات كأسلوب هدفه أن تفقد فلسطين المخلصين من أبنائها، حتى تصاب روح المقاومة فيها بالضعف والوهن، هو للإجهاز على مَواطن القوة في الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأجدني أنظر إلى تدمير المفاعل النووي العراقي من قبل الطيران الإسرائيلي، وإلى تصفية علماء الذرة العرب (وهناك أمثلة كثيرة ) واغتيال الشهيد القائد خليل الوزير بشيء من المساواة في الهدف، بحيث يجمع بينها إفراغ الأمة العربية من القدرات العسكرية والتحديات الكفاحية.

فهذا الشهيد الكبير كان يشكل مدرسة نضالية مهمة، استطاعت أن تخرج أجيالا من الثوار والمقاتلين، الذين صاروا يضعون في سيرهم الذاتية وصفاً لعلاقتهم بأبي جهاد وعملهم معه، سواء من قِبَل الفخر أو ذكر القدرات الثورية.

ومثلما يدمر أحد الجيوش كتيبةً أو فيلقاً لجيش آخر، أصرت إسرائيل أن تنهي حياة هذا القائد لأنه شكل تحدياً لها عبر عشرات السنين من النضال المتواصل بصدق وإخلاص. ولم تفكر باعتقاله مثلا، مع انها كانت تقدر على ذلك في نيسان 1988، لأنها تريد أن تلحق هزيمة بشعبٍ كامل من خلال تصفية المخلصين فيه.

وحتى يشكل أحد المناضلين هدفاً لفرق الاغتيال عليه أن يهدد "أمن إسرائيل" في واحد من الميادين الكثيرة التي شكل أبو جهاد تهديداً للصهاينة فيها، فكيف إذا هدده في كل هذه الميادين التي عاصرها وابتكرها شهيدنا طوال نضاله المديد ضد الاحتلال. فبالرغم من اعتداله ضمن تيارات فتح المختلفة، إلا أن عقليته العسكرية المتمثلة بالإعداد المحكم لعدة عمليات عسكرية كان كافياً لصب جام غضب المحتلين في جسده، فكان هذا الإعداد الشامل يبدأ بدراسة تكتيكية واستراتيجية لطبيعة المعركة، ويمتد إلى تدريب المقاتلين ثم التنفيذ ومتابعته، ودراسة ردود الأفعال…الخ

ثم أن قدرته على إدارة الأزمات، والعمل السري، والاعتماد على مبدأ الهجوم (وليس الدفاع فقط) في إدارته للصراع لأنه آمن بقدرة الفلسطيني على مهاجمة المعتدي… كانت كلها من ضمن ما أثار حنق العدو ضده، وفعلا استطاعت هذه الأفكار أن ترسم خطوة عريضة لحرب استنزاف طويلة للعدو الصهيوني لأنها أدامت حالة الاشتباك.

أبو جهاد كان يشكل نوعاً من الإصرار على التحقيق الأهداف الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني. ولا يخفى على أحد دوره المميز في الوحدة الوطنية…وهذه أكثر النقاط إشراقاً، فما أحوجنا الآن الى من يرعى هذه الوحدة، عبر كونه نواة للفصائل المناضلة كافة، بحيث يكون في موضع الاحترام لها، كما كان خليل الوزير. أما الحالة الإبداعية عنده فتتمثل بالقدرة على التنبؤ عبر استقراء الماضي ودراسة الحاضر بكل جوانبه، وخير مثال على ذلك تنبؤه بالانتفاضة الفلسطينية وإعداده لدراسة حولها وحول العمل الميداني في الأرض المحتلة قبل حدوثها فعلياً بسنوات.

من أجل هذا كله… ولأنه القائل "مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات"، تولدت عند الصهاينة رغبةً ملحة بقتله، وهم الذين كانوا يعرفون أنهم سيجلسون على طاولة المفاوضات يوماً ما. كما أن المفاوضات بحد ذاتها ليست مرفوضة، لكن كلماته " لماذا لا نفاوض ونحن نقاتل؟" تحثنا على عدم إيقاف الكفاح رضوخاً عند إرادة الصهاينة من أجل السلام المبتور. وفي النهاية، هو يرى" أن كل مكسب ينتزع من الاحتلال هو مسمار جديد في نعشه".

أسلوب إسرائيل في انتقاء أهدافها، لا يبنى فقط على الاقتصاص والانتقام، لكنه يتطلع الى ما يمكن أن يشكله المستَهدف مستقبلاً بالنظر الى خبرته الثورية، وقدراته التنظيمية، ثم إبداعاته النضالية.

والاغتيالات التي تمارسها إسرائيل في انتفاضة الأقصى، وبهذا الشكل المكثف، باتت تحمل نفس الأهداف وإن اختلفت الأساليب. إنها ترمي الى إفراغ هذه الانتفاضة من التنظيم والتوجيه، حتى تمنعها من تحقيق طموحاتها. وهذه دعوة أوجهها الى قيادتنا الميدانية، بالحذر الشديد، والحفاظ على الأمن الشخصي، ووضع الخطط المدروسة لمواجهة أسوأ الاحتمالات دائماً. أدعوكم الى دراسة الإرث الثوري لأمير الشهداء وإعادة شعاره الخالد "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة" ليتصدر تفكيرنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصوص نثرية اغتيال ابو جهاد واسلوب اسرائيل فى انتقاء الهدف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وسام الإسلامية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الشعر و الخواطر والقصائد النثريه-
انتقل الى: